vendredi 24 juin 2011

على خلفيّة إنسحاب النهضة من هيئة تحقيق أهداف الثورة


لقد لاحظنا تشابه و تماثل العديد من المواقف بين النهضة و الحزب التقدمي أي يعني المنافسين الأساسيين في الإستحقاق الإنتخابي القادم فأنا بصراحة لا أرى مكانًا كبيرًا للفصائل اليساريّة المتعدّدة و المنقسمة على عشرات الأحزاب في رقعة القرار السياسي القادمة في تونس و هذه ليست ظاهرة مردّها 14 جانفي بل هو إنقسام موجود منذ السبعينات .

تأجيل الإنتخبات و قانون الأحزاب كانت مسائل خلافيّة لاحظنا من جرّائها و لأوّل مرّة في الممارسة السياسيّة في تونس تنوّع في ردّات الفعل، شهدنا أيضًا في ردّات لأوّل مرّة في تونس و هو على ما يبدو بالطّبع حسب خطابهم، إتفاق خصوم سياسيين في موقف رغبةً منهم في حماية مصلحة الوطن حسب ما هم يرونها و قد إشتركو في الرّؤيا و هو شيء جيّد جدًّا..

دون أن ننسى أنّ كلا الحزبين وقع شتمهما في هيئة تحقيق أهداف الثورة و رميهم بإتهامات مشابهة أيضاً.

لا يهمّنا تحليل سبب هذا الإحتجاج و غايته السياسويّة إن وجدت بقدر ما يهمّنا صيغته و طريقة التعبير عنه. ففي حين إلتزم قياديي التقدمي على التعبير عن ذلك الإحتجاج بالتنديد عبر وسائل الإعلام و عبر التشبّث بمبدأ النقاش، و الحوار.

لعب قياديي النهضة ورقة المقاطعة من أوّل إمتحان حقيقي عاشه الوفاق الوطني إلى أن وصلوا إلى الإنسحاب.

في نفس السياق ألاحظ تصرف قيادي التقدّمي بطريقة يريدون إظهار أنفسهم أمام الرّأي العامّ كأنّهم رجال دولة يطمئنون بسلوكهم المواطن العادي لا النّاقد السياسي، زيادة على كونهم رجال سياسة وهو ما يبدو إستراتجيّة إعلاميّة إنتخابيّة إتفقوا عليها حتّى ولو كان ذلك يضرب مصالحهم السياسيّة و التمويليّة في الصميم . في الجانب الآخر ألاحظ التصعيد الدّائم و اللعب على المشاعر الشعبويّة و المزايدات السياسيّة على تركيبة مجلس تحقيق أهداف الثورة (كأنّهم يوجد فعلاً من يعرف وزنه الإنتخابي الحقيقي في البلاد) كان تصرّف مبدئي و أتوماتيكي كلّما تضارب الجدل القائم في هيئة تحقيق أهداف الثورة مع ما يطالبون.

قد تكون رغبتهم في حماية مصلحة البلاد كما يرونها صادقة و لكنّ في ظلّ الوضع الإنتقالي الهشّ الذّي تعيشه البلاد أعتقد أنّه كان التصرف الأكثر حكمة هو أن تتبصّر هذه الحركة و تتعقّل لإيصال البلاد إلى برّ الأمان قبل الإتيان بمثل هذه الحركات الإستعراضيّة على حساب الإستقرار السياسي المبني وقتيًّا على الوفاق السياسي الموجود في الهيئة..

http://www.facebook.com/video/video.php?v=184321464955908&oid=119953161409293&comments

حسب أعذار نور الدين البحيري، مشكلة النهضة الأساسيّة هي تصرفّات و إنتماءات بعض الأشخاص اللّذي يجب إقصائهم لإنتمائتهم و تاريخهم وهو نوعًا ما معقول فممثلي القرار في إتحاد الشغل حاليًا هم مِن آخر من قام بطقوس الموالاة قبل هروب المخلوع مثلاً و نحن نعلم جميعًا بوجودهم في الهيئة منذ تأسيسها و لكن لم نسمع منهم كلمة على الموضوع من ذلك الوقت.

و ها هم إكتشفو ذلك بعد 4 أشهر....

ثمّ مشكلتهم أيضًا غوغائيّة الهيئة و هو ما تحمّله قبل إنسحابهم كلا الحزبين المعنيين بهذا المقال.

و لكن صخب الجلسات حسب رأيي هي شي عادي خاصّة في بلاد تشهد إنتقال ديمقراطي لأوّل مرّة في تاريخها!!!!

إسئلو قيادييكم ما الذّي يصير في الدّيمقراطيّات الحقيقيّة كبريطانيا حيث أنّه رئيس وزراء له تمثيليّة و شرعيّة قد "يضرب بالجزمة" بمعنى أنّه قد يواجه الإنتقاد اللاذع و الصاخب إذا لم يعجب ما يفعله نوّاب الشعب...أنظرو إن وجدتم التسجيل كيف صار إستجواب توني بلير على حرب العراق مثلاً...

كفانى أعذارًا واهية فلنبني ولنسعى لإنتخبات حرّة شفافة و لا تزايدو على الشرعيّة لا أحد يعرف وزنه الحقيقي مادام لم تصر بعد إنتخبات في البلاد.

لقد تصورّنا الغوغائيّة و عدم المسؤليّة السياسيّة هي سمة أساسيّة موجودة فقط عند الأعضاء القاعديين للنهضة و المتعاطفين معهم هؤلاء الّذين يلغّمون فايسبوك بدعوات عنفهم ضدّ كلّ من يخالفهم الرّأي... من هذا التصرف الأخير للنهضة نفهم أنّ مثل ردّات الفعل هذه هي سمة أساسيّة جامعة لهم...

و سؤال يطرح نفسه في كلّ هذا أين مصلحة تونس في كلّ هذا

dimanche 5 juin 2011

جريمة من جرائم بن علي الكبرى : تفريخ البهامة و الجهل


نعيش الأيّام الأخيرة في المتلوّي فتنة لم تشهدها أرض تونس من قبل...
قلبي متقطّع و معدتي عصرتني، الله لا تربّحك يا بن علي... عكس بورقيبة (و أنا صدّقوني لست من النّوع الّذي أقدّس الأشخاص من دون طرح نقدي) طوال سنين حكمه لم يحرص للحظة لبناء مشروع مجتمعي جامع.. أسّس للفراغ ،عمل بكلّ قوّة لجلب كلّ المفكّرين إليه و جعلهم أدوات للبروباقندا البنفسجيّة بتاع التعزيز بالإنجزات "الشبه" حداثيّة... جعل من برشة التوانسة عيّاشة و بسطاء التفكير و الحكاية تكون أتعس في المناطق النائية حيث تغيب الوسائل الدّنيا للتّرفيه و التثقيف...
إنّ تونس أصبحت بسبب الفراغ الفكري و الأخلاقي الّذي كرّسه المخلوع مهدّدة بأنواع عدّة من الفتن...بلاد بربّي من غير ثقافة من غير وعي بالمواطنة من غير سلطة أخلاقيّة و محترمة في الجهات كمعتمد مثالاً كان جاء منتخب... عادي ياسر تنتج ثقافة الخراب و التدمير و حدّ لا ينجّم يشدّهم.... هانا توّا شاهدين على رويّق فتنة العشائريّة فمن يضمن الآن أنّ تونس هي في عٍلاً على فتن أخرى من نوعيّة ما صار في الجزائر... أو ربّما كما نادى هذا الجرذ (اللّى أنا متأكّد أنّو اللّي هو ما يمثّل كان روحو و النهضة كان تحبّ تورّي روحها حزب جادّ لازم تسكتو) سيناريو ليبيا... و إلّي صاير توّا في المتلوّي أعطيوني الفرق ما بيناتو و إلّي صاير في ليبيا بربّي....
...
اللّهم إحمي تونس من هؤلاء...